
جماليات المكان في المدن المعاصرة
جماليات المكان في المدن المعاصرة
الاستاذ الدكتور عبد الرزاق محمد جبار المحمدي
ed.abdulrazak.mohammed@uoanbar.edu.iq
يقول باسلار ان المكان هو المكان الاليف وهو البيت الذي ولدنا فيه وهو البيت الذي مارسنا فيه احلام اليقضة, هنا في الجغرافية فان جماليات المكان يقصد بها تحدي بين الوظيفة والترتيب المكاني تهدف الى تحقيق توازن بين الهوية العمرانية والتطور التكنولوجي ,فجماليات المكان هي عملية ناتجة عن تجارب الانه ان في نشاه وبناء المدينة من خلال اضفاء المدينة بطابع نفسي وفلسفي وسلوكي من انتمائه للمكان الذي نشاه وشيده بنفسة ,فالهياكل العمرانية في المدينة رمز حضري ذات اشكال متعددة وأيقونات بصرية ولكن لتتحول الى عناصر جمالية لابد من التزاوج مع التراث العمراني من خلال اضفاء عناصر المدينة الاسلامية اليها لتصبح عناصر جمالية مثل متحف اللوفر في ابو ضبي والاحياء السكنية التي تم تجديدها في اسطنبول .
الفضاءات المفتوحة المساحات الخضراء اصبحت عناصر جمالية ضرورية للمدينة فهي عنصر وظيفي من خلال تزويد الانسان بمعطيات الراحة وتمتع الناضرين فضلا عن زيادة حصة الفرد من تلك المساحات, لذا لجات العديد من الدول الى استغلا اسطح البنايات العالية وتحويلها الى مساحات خضراء تمسى بالواحات الخضراء .
من الجوانب الجمالية الاخرى هي عنصر الاضاءة وتوفرها في عناصر المدينة المعاصرة من خلال الاستخدام الذكي لمصادر الاضاءة وتوفر اللوحات الذكية والعلامات الضوئية واللوحات الزينة التي تعمل بنظام الذكي مع توفر فضاءات تفاعلية للمارة التي تعكس الهدوء بعيدا عن الفوضى العمرانية.
هناك عناصر جمالية اخرى متمثلة بتنظيم المشاهد البصرية وابعاد العناصر المتداخلة مثل خطوط امداد الخدمات لاسيما المولدات الكهربائية واستخدام العمارة الخضراء التي تتبنى مفهوم استدامة المدن من خلال استخدام الالواح الشمسية كعنصر جمالي كما هو الحال في مدن باريس وكوبنهاكن التي اندمجت عنصري الجمال والوظيفة ,هناك امور اخرى تتعلق بجماليات المكان متمثل بتنظيم المكان الميادين العامة وتزويدها بالنا فورات الذكية التي تضيف عنصري الجمال وتحسين البيئة ومقاهي واماكن جلوس ذكية مزودة بمنظومة انترنيت تخدم السكان الرواد كما هو الحال الميدان تحت الجسر في مدينة الرياض التي اصبحت بحاجة الى تفاعل انساني .
كما ان الشوارع المحلات السكنية بحاجة الى اثاث يتلاءم مع التراث الحضاري للمدينة المعاصر من خلال وضع عناصر جمالية تلائم المظهر العام للمدينة وتوفر عنصرين رئيسيين هما المظهر العام والراحة النفسية لسكان المدينة والزائرين ومن خلال توفر المقاعد العامة في الشوارع وتكون مصنوعة من مواد امنه للجلوس ووضع اللافتات المناسبة في الشوارع واعمدة انارة وسلال القمامة وحواجز للمشاة ولوحات للزينة وزراعة الاشجار لضل والزهور الطبيعية ذات روائح زكية تجذب السكان .
من الامور الاخرى متمثلة بتنظيم حركة المرور في المرو ر وتبدا بتنظيم مواقف السيارات وتنظيمها وتنظيم المشاتل بحيث تجذب الساكنين من جميع ارجاء المدينة
خلاصة القول لابد من التزاوج بين عناصر المدينة الرئيسية من كتل ومساحات واستخدامات وبين العناصر الجمالية.