
تقانات حصاد المياه الواعدة في الصحراء الغربية- محافظة الانبار
تقانات حصاد المياه الواعدة في الصحراء الغربية- محافظة الانبار
Promising Water Harvesting Technologies In The Western Desert - Anbar Governorate
م.د.عمار ياسين عواد الفهداوي
كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم الجغرافية
بعد تغير المناخ وشيوع ظاهرة الاحتباس الحراري والتداعيات الوخيمة للجفاف الذي اصبح خطره محدقا على المياه والأراضي، اصبح لزاما تبني استراتيجيات مبتكرة لمواجهة ندرة المياه في المناطق الصحراوية التي يقل فيها الهطول عن 150 ملم ويمتد فيها الجفاف الى(9) شهور، بغية توفير مورد المياه الذي تستند عليه مختلف الأنشطة الاقتصادية لادامتها، وبما ان الأراضي المستهدفة تقع في الإقليم المناخي الجاف غرب العراق لذا تطلب التفكير بحلول مثالية لحصاد المياه من خلال التقنيات التي تناسب طبوغرافية المنطقة وتسهم بتوفير اكبر كمية ممكنة من شانها تحقق استدامة بيئية لهذا المورد الحيوي الذي يعد من اثمن الموارد في البيئات الهشة، ولتقنيات حصاد مياه الأمطار صفات مهمة في تعزيز الاستدامة البيئية تبرز من خلال الحقائق الاتية:،
1. هيأت جيولوجية المنطقة مواضع طبيعية لحصاد المياه كالخبرات والفيضات .
2. لهذه التقنيات دورا فاعلا في الشحن الجوفي، فضلا عن فائدتها في تثبيت الرطبة من خلال رفع محتواها الرطوبي.
3. اظهرت الموازنة المناخية للمنطقة وجود فائض مائي يمتد لثلاثة شهور, يمكن استثماره بشكل علمي لزيادة الفوائد المتحققة من هذا المورد .
4. وجود إمكانية عالية للشحن الجوفي عن طريق أنظمة الضعف الصخري والاودية العمياء وهذا يسهم في رفع مناسيب المياه لاستخراجها خلال موسم الصيهود.
5. بالاعتماد على تقنيات حصاد مياه الأمطار، يمكن تخفيف الضغط على المياه الجوفية واستبدالها بمصادر مياه مستدامة أخرى، وبالتالي الإبقاء على المخزون الجوفي للأجيال القادمة.
6. ان حجز المياه امام السدود يسهم في خلق مجالات سياحية وتنموية، فضلا عن التنوع البيئي والحد من شيوع ظاهرة الجفاف. حصاد مياه الأمطار يمكن أن يساعد في خلق بيئات مناسبة للحياة البرية والنباتات في المناطق الجافة. من خلال توفير مصادر مائية إضافية، يمكن دعم التنوع البيولوجي وتحقيق توازن بيئي بين الأنظمة البيئية الصحراوية.
7. تسهم مشاريع الحصاد المائي في تطوير المجالات الاقتصادية ورفع مستوى الدخل لمنطقة الدراسة.
8. تساعد عمليات الحصاد المائي في توطين البدو الرحل من خلال توفير الماء والكلأ لقطعانهم .
ان تقنيات حصاد مياه الأمطار في صحراء الانبار لها اثر كبير في تعزيز الاستدامة البيئية من خلال تحسين إدارة المياه والتربة، وهذه التقنيات تعد جزءًا من استراتيجيات طويلة الامد لمواجهة التحديات البيئية القاسية ويمكن تحليل انجح التقنيات المناسبة للمنطقة كما في ادناه:
1. السدود: تعتبر من الأساليب المثالية لحجز المياه وتوظيفها لمختلف الاستثمارات،وقد شرعت الحكومات المتعاقبة بانشاء السدود المتنوعة على الاودية الجافة، اذ تم اعداد الدراسات من قبل الدوائر المعنية لتنفيذ (45) سد، تم إنجاز(29) سدا منها في حين لم تكتمل باقي السدود الركامية والغاطسة المقترحة والبالغ عددها(16) سداً؛ بسبب عدم توافر التخصيص المالي والظروف الأمنية المتقلبة التي تشهدها المنطقة.
2. الحفريات: عبارة عن خزانات لتجميع مياه الأمطار ويتم انشائها ضمن مجاري الاودية الجافة, ويوجد العديد منها مثل (النيتونة والحصريات والهري) التي انشأت في عامي((2012,2011 بطاقة استيعابية تبلغ(40000) م3, ومن الجدير بالذكر أنها سهلة الإنشاء ولها دور كبير في تغذية المياه الجوفية, فضلاً عن دورها في الإنتاج الزراعي.
3. الخطوط الكنتورية: تستخدم هذه الطريقة في الأراضي التي يكون انحدارها بين (10-2%),ويتم حفرها باعماق(60-80) سم وتعمل في التربة بشكل متوازٍ وبمساحات فاصلة ما بين خط وآخر تقدر بــ(8-12) مترًا لضمان التجانس في توزيع المياه المحصودة لكل خط, ويتم زراعتها بأنواع مختلفة من النباتات الرعوية ذات القدرة العالية على تحمل الجفاف مثل (الغضا والروثا وشوك الشام)
4. التروس: وهي عبارة عن مروز يتراوح ارتفاعها بين (100-80) سم, يتم إنشاؤها بشكل متعامد مع انحدار السطح وتكون بشكل ثلاثي الأضلاع حيث يترك الضلع المقابل لاتجاه الجريان مفتوحاً لضمان عملية الملئ, تستخدم مياهها لأغراض متعددة مثل شرب الحيوانات والري وتغذية المياه الجوفية.
5. الأقواس الهلالية(المتون): هي مشابهه لطريقة الخطوط الكنتورية, حيث تقسم الأرض المستهدفة الى أنصاف دوائر كنتورية بارتفاع (60) سم وترتب بشكل متناوب وبمساحات متقاربة, تستخدم هذه الطريقة في تنمية مواقع المراعي لكونها سهلة وسريعة الإنشاء ولا تحتاج الى كلف عالية, كما أنها من الطرق التي أثبتت نجاحاً خلال التجارب الموقعية في زيادة رطوبة التربة.
6. المربعات المعينية: من الطرق الناجحة والشائعة الاستخدام في منطقة الدراسة وفيها تقطّع الأرض على شكل مربعات معينية تفصلها تروس بارتفاع (60) سم وفي زاوية كل مربع يتم إنشاء حفر بأبعاد (3×3) متر وبعمق (40) سم, على أن يتم توقيع الحفرة في المنطقة الأقل انخفاضاً داخل المساحة المستهدفة, تُستخدم هذه المربعات لغرس النباتات الرعوية ويكون المربع المعيني عبارة عن حوض لجمع المياه باتجاه الحفر.